ملخص البحث: لسان الدين ابن الخطيب هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد السّلماني،( ت776 هـ) أحد أشهر علماء الأندلس ومفكريها. نبغ في الأدب والتاريخ والتراجم والسير والطب. أخذ الطب عن الإمام أبي زكريا ابن هذيل التجيبي، والذي كان يُعزّه ابن الخطيب إعزازا شديدا. ألف ابن الخطيب العديد من الكتب في مجال الطب وصلنا منها تسعة.
من هذه الكتب كتاب عمل مَنْ طَبّ لمن حَبّ. وقد ألف هذا الكتاب لسلطان المغرب أبي سالم بن أبي الحسن المريني.
يتألف هذا الكتاب من جزئين؛ الأول يتألف من عشرين بابا، تحدث فيها المؤلف عن الأمراض من الرأس إلى القدم، ما عدا ما يتعلق بموضوع الزينة.
أما الجزء الثاني من الكتاب فيتألف من أربعة عشر بابا، تحدث فيها المؤلف عن الأمراض التي تعم البدن كله ولا تختص بعضو معين، بالإضافة إلى حديثه عن الزينة والسموم.
وقد اتبع المؤلف في هذه الكتاب منهجا متميزا خالف فيه من قبله من الأطباء. فقد أتى على ذكر المرض مشيرا إلى تعريفه، ثم أسبابه وعلاماته. ومن الملاحظ أن ابن الخطيب يذكر الفروق بين الأمور التي تفارق تلك الشكاية أو المرض عن غيره، وهذا ما يسمى حاليا في الكتب الطبية الحديثة بالتشخيص التفريقي. بعد ذلك ينهي حديثه عن المرض بالتطرق إلى علاج ذلك المرض وتدبيره، مبتدئا بالأدوية المعروفة لدى عامة الناس، ثم الأدوية غير المعروفة. ويجدر بالذكر أن ابن الخطيب كان حين حديثه عن المرض يتطرق بالحديث عما كان يسمى بتقدمة المعرفة، وهو يعني العاقبة التي سيؤول إليها هذا المرض، وهذا ما اصطلح حديثا تسميته بإنذار المرض.
الهدف من هذا البحث هو استعراض أهم إنجازات ابن الخطيب الطبية من خلال كتابه عمل من طب لمن حب، بالإضافة إلى أهم ما يميز هذا المؤلف الطبي عن الكتب التي ألفت في فترات سابقة.
ابن الخطيب طبيبا: يخبرنا ابن الخطيب في ترجمته لنفسه أنه أخذ الطب عن الإمام أبي زكريا ابن هذيل، وأنه لازمه إلى آخر حياته. وابن هذيل هو يحيى بن أحمد بن هذيل التجيبي. وقد قال عنه ابن الخطيب أنه كان آخر حملة الفنون العقلية بالأندلس، وخاتمة العلماء بها من طب وهندسة وأصول وأدب. كان غير مبال بالناس، مشغولا بخاصة نفسه، وقعد بالمدرسة بغرناطة يقرئ الأصول والفرائض والطب.
لم يتفرغ ابن الخطيب لممارسة الطب تفرغا تاما؛ إذ كان مشغولا بأمور الدولة عندما كان وزيرا، إلا أنه يمكننا أن نؤكد بأن عنايته بالتأليف في مجال الطب كانت كبيرة. ويمكن في هذا المجال ذكر مؤلفات ابن الخطيب في مجال الطب وذلك كما وردت في كتاب الإحاطة في ترجمة المؤلف لنفسه، أو كما وردت في نفح الطيب للمقري، وهي كما يلي:
- رسالة في الطب سماها: مقنعة السائل عن المرض الهائل. وهي رسالة كتبها عن الطاعون الجارف الذي دهم الأندلس وسائر العالم الإسلامي سنة 748/هـ (1348/م).
- أرجوزة في الطب.
- أرجوزة في الأغذية.
- الوصول لحفظ الصحة في الفصول.
- كتاب في علاج السموم.
- المسائل الطبية.
- رسالة في تكوين الجنين.
- اليوسفي في الطب.
- كتاب عمل من طب لمن أحب، وهو مؤلف طبي هام يتناول فيه ابن الخطيب مختلف الأمراض مع أسباب كل مرض وأعراضه وعلاجه ونظام الغذاء الذي يناسبه. كما يتحدث فيه المؤلف عن مختلف أعضاء الجسم وطرق العناية بها.
كتاب عملُ من طبّ لمن حبّ: ألف لسان الدين ابن الخطيب كتابه هذا لسلطان المغرب أبي سالم بن أبي الحسن المريني. وقد انتهى من تأليفه سنة 761هـ. توجد منه نسخة خطية في الخزانة الحسنية رقمها 3477/مجموع (1)، ونسخة أخرى بخزانة القرويين في فاس رقمها 40/607، ونسخة ثالثة في المكتبة الوطنية بمدريد. وفي سنة 1972 نشرت جامعة سلمانقة الإسبانية Salmanca University نسخة محققة من الكتاب، بدون أي شرح أو إيضاح. بل إن النسخة تحتوي على كثير من الأخطاء الإملائية، وتنتهي بسرد للمصطلحات ومعجم الأسماء الطبية ومقابلاتها بالإسبانية.
يقول ابن الخطيب في خطبة كتابه: "إن الله عز وجل جعل الدنيا دار عمل واكتساب، والآخرة دار جزاء وحساب. ومن المعلوم أن العمل لا يتم إلا بصحة الفاعل واستقامة هيئته الطبيعية وأحواله، وإن الصحة لا تحفظ إذا انحرفت، ولا ترد إذا انصرفت إلا بصناعة الطب التي لها النظر في حفظ الجسوم من تقديم الدواء لها والغذاء على المحدود والمرسوم، وتتفاضل المدارك في هذا الباب بتفاضل الفهوم".
ثم وصف ابن الخطيب كتابه هذا بأنه: "جاء بعون الله وتأييده غريب الوصف بديع الرصف مستوعبا للعيون جامعا بين الأطراف والمتون، تحفة في هذا الفن المفضل على كثير من الفنون، وسميته عمل من طب لمن حب".
يتألف هذا الكتاب من جزئين؛ الأول يتألف من عشرين بابا، تحدث فيها المؤلف عن الأمراض من الرأس إلى القدم، ما عدا ما يتعلق بموضوع الزينة. أما الجزء الثاني من الكتاب فيتألف من أربعة عشر بابا، تحدث فيها المؤلف عن الأمراض التي تعم البدن كله ولا تختص بعضو معين، بالإضافة إلى حديثه عن الزينة والسموم.
الجزء الأول: عن الأمراض التي تحدث من الرأس إلى القدم، ما عدا ما يتعلق بموضوع الزينة. ويتألف من عشرين بابا:
الباب الأول- في أمراض الرأس: الصداع وأنواعه، أورام الرأس وتفرق اتصاله، السبات، الهذيان، الرعونة، الحمق، بطلان الحفظ والذكر، المالنخوليا، مرض العشق، الفالج، الاسترخاء، الخدر، اللقوة، التشنج، الكزاز، الاختلاج، الصرع.
الباب الثاني- في أمراض العين: أمراض الجفن (الجرب، البردة، التحجر الالتصاق، الشرناق، السلاق، الشتر، القمل، الشعر الزائد، الشعر المنقلب)، أمراض الآماق، أمراض الطبقة الملتحمة (الرمد، السبل، الظفرة، الطرفة، الانتفاخ، الحكة)، أمراض الطبقة القرنية (البثور، القروح، البياض، السرطان)، أمراض الطبقة العنبية (الماء النازل في العين، نتو العين)، أمراض الشبكية والعصبة المجوفة والروح الباصر.
الباب الثالث- في أمراض الأذن: الصمم، الوجع، الطنين، المدة، السدة، دخول الحيوان.
الباب الرابع- في أمراض الأنف: الزكام، النزلة، الخشم، الرعاف، القروح.
الباب الخامس- في أمراض الفم: أمراض الشفة (شقوقها، بثورها، أورامها)، أمراض اللثة (تورمها، قروحها، استرخاؤها، زيادة اللحم فيها ونقصانها)، أمراض الأسنان (الضرس، التآكل، الوجع، التحرك)، أمراض اللسان (التورم، الثقل، الاسترخاء، فساد الذوق، الخشونة، الكبر، الصغر)، أمراض سطح الفم (القلاع، البثور، القروح، سيلان الريق).
الباب السادس- في أمراض الحلق: الخوانيق، الذبح، سقوط اللهاة واسترخاؤها، العلق وماينشب في الحلق.
الباب السابع- في أمراض آلات التنفس: أمراض الصوت (انقطاع الصوت وبحته وخشونته)، أمراض الرئة والصدر (السعال، نفث الدم، ذات الرئة، السل).
الباب الثامن- في أمراض القلب والثدي: (الخفقان، الغشي، أورام الثدي، جمود الثدي).
الباب التاسع- في أمراض المري: الأورام، القروح، انفجار الدم.
الباب العاشر- في أمراض المعدة: نقصان الشهوة وبطلانها، التخمة، الجوع، الهيضة، الزلق، القيء، النفخ، القراقر، الجشأ، الوجع، الأورام القروح، البثور، ألم الفؤاد، الفواق.
الباب الحادي عشر- في أمراض الكبد: ضعف الكبد، وجع الكبد، الاستسقاء، اليرقان بضروبه.
الباب الثاني عشر- في أمراض الطحال: الأورام، النفخة، السدة، الوجع.
الباب الثالث عشر- في أمراض البطن والأمعاء: الذرب، الإسهال، المغص، القولنج، الديدان، أمراض المقعدة (البواسير، الشقاق، النواصير، بروز المقعدة واسترخاؤها).
الباب الرابع عشر- في أمراض الكلي: الرمل، الحصى، الديابيطس، الأورام، القروح، بول الدم.
الباب الخامس عشر- في أمراض المثانة: الحصى، الورم، الدبيلة، القروح، الجرب، حرقة البول وعسره، سلس البول، بول الفراش.
الباب السادس عشر- في أمراض القضيب والخصية: أورامها، وجع الخصية، الحكة، الفتوق، الأدرة.
الباب السابع عشر- في أمراض الرحم: اختناق الرحم، اختناق الرحم، الرحى، النزف، السيلان، الرياح النفخ، الإسقاط، احتباس الطمث، عسر الولادة، احتباس المشيمة والجنين الميت، الأورام، القروح، البثر، البواسير، الشقاق، انقلاب الرحم واعوجاجها، الرتق، الوجع في الرحم.
الباب الثامن عشر- في أوجاع الحدبة والظهر ورياح الأفرسة.
الباب التاسع عشر- في أوجاع المفاصل والنقرس.
الباب العشرون- في عرق النسا وداء الفيل ومرض الدوالي.
الجزء الثاني: في الأمراض التي لا تخص عضوا دون عضو، بل إما أن تعم البدن كله كالحميات أو تحدث في أي عضو اتفق كالأورام وغير ذلك. وفيه أربعة عشر بابا:
الباب الأول- في الحميات: الحمى اليومية وأصنافها، الحمى الصفراوية، الحمى المحرقة، الحمى المطبقة الدموية، الحمى الورد البلغمية، الحمى الربع السوداوية، الحمى المعروفة بحمى الدق، الحمى المركبة، الحمى الوبائية، الجدري والحصبة.
الباب الثاني- في الأورام الحارة وما يجري مجراها، الحمرة، الجمرة، النملة، النار الفارسية، الطواعين، الأكلة، الدماميلة.
الباب الثالث- في الأورام الباردة وما يجري مجراها (الورم الرخو البلغمي، الورم الصلب والسرطان، الورم الريخي، الخنازير، السلع).
الباب الرابع- في الجراحات والقروح: الجراحات، القروح، الدبيلات، القروح الصديدية، القروح المتآكلة غير العفنة، القروح المتعفنة الردية، القروح العسرة الاندمال، النواصير.
الباب الخامس- في أمراض تخص الجلد: الجذام، البرص، البهق، الحكة، الجرب، القوباء، الثآليل.
الباب السادس- في الجراحات الواقعة على ظهر الجسد: كلام في الجراحات وتدبيرها، في النزف وقطع الدم من الجراحات، فيما يختص من ذلك بالعصب وفيه الرض والالتواء والصلابة، الصدمة من ضرب السياط، سحج الخف وضغطه، إخراج السهام والنصول والشوك والعظام التي تنشب في البدن، في حرق النار والماء الساخن.
الباب السابع- في الجبر وإصلاح الخلع وعلاج الوثي والوهن.
الباب الثامن- في الزينة: في الرأس (الصلع، تمرط الشعر، تشقق الشعر، ماينبت الشعر ويحفظه، ما يبطىء بالشيب، ما يجعد الشعر وما يبسطه وما يطوله وما يشقره وما يحمره وما يسوده وما يبيضه، ما يحلق الشعر، ما يبطل الشعر، داء الثعلب، داء الحية، الجزاز، السعفة)، في الأنف والفم (تحسين الأنف، علاج البخر، سواد الأسنان، تشقق الشفة وتغير لونها)، في الوجه (علاج السعفة والكلف والبرص والوشم والدم الميت وآثار القروح والكي والجدري)، في أحوال البدن والجلد (الصنان، القمل، ما يهزل الثدي ويحفظه، ما يصغر الثدي، ما يحسن الخواصر والبطن)، في الفروج وما فيها (المقويات والمعينات على الجماع، ما يلذذ للرجال والنساء، ما يعظم الذكر إن كان صغيرا، ما يجفف الفرج وما يضيقه وما يسخنه، ما يذهب بالروائح الردية منه، ما يعين على الحبل، ما يمنع من الحبل، ما يسقط الأجنة، ما يقلل الجماع والإنعاظ، تدبير من أكثر من الجماع فأضر به)، فيما يختص باليدين والرجلين (الداحس، تشقق الأظافر وفسادها، الرض الحادث فيها، صفرتها، تطويلها، شقاق الكعب).
الباب التاسع- في الزيادة في الشراب: في كلام كلي في الشراب فيما يبطىء السكر وفيما يسرعه، في علاج المخمور.
الباب العاشر- في الحامل والنفساء: علامات الذكر والأنثى، علامات الإسقاط، علامات قرب الولادة، علامات عسرة الولادة، حفظ الجنين، حفظ الحامل، خفقان الحامل، سيلان دم الحامل، تدبير النفساء من جهة قلة دمها ومن جهة حمياتها ومن جهة انتفاخ بطنها ومن جهة أوجاع رحمها.
الباب الحادي عشر- في أحوال الطفل منذ الولادة: تدبير الطفل بعمل القوابل، الرضاع، أحوال المرضعة، حفظ صحة الطفل، أمراض الصبيان، علاج جرح الختان.
الباب الثاني عشر- في السموم المشروبة وأدويته على الإطلاق.
الباب الثالث عشر- في نهوش الحيات وعض الإنسان والكلب: الأدوية العامة لذلك، طرد الحيات والحيوانات.
الباب الرابع عشر- فيه خاتمة واعتذار. وفيه يقول: "غرضي في هذا الباب أن أعتذر مما في هذا الكتاب من قصور أو إخلال بترتيب أو تكرار أو ذكر ما لا يجوز استعماله بحسب الملة من الشراب والنبيذ ومنع الحبل والإسقاط للأجنة، وما تمنع منه الحشمة من الكلام في ملذذات الفروج ومضيقاته، وتعظيم الذكر وغير ذلك. وأدفع بما عسى أن يكون مقبولا إما ما يقع من قصور عن الوفاء بالغرض أو تعارض أو إخلال بترتيب أو وقوع غلط، فأولى الاعتذار بذلك".
منهج المؤلف: من خلال الاطلاع على المنهج الذي ألزم به المؤلف نفسه في هذا الكتاب، نلاحظ أن المؤلف قد اتبع في هذه الكتاب منهجا متميزا عمن قبله من الأطباء. فقد أتى على ذكر المرض مشيرا إلى تعريفه، ثم أسبابه وعلاماته. ومن الملاحظ أن ابن الخطيب يذكر الفروق بين الأمور التي تفارق تلك الشكاية أو المرض عن غيره، وهذا ما يسمى حاليا في الكتب الطبية الحديثة بالتشخيص التفريقي. بعد ذلك ينهي حديثه عن المرض بالتطرق إلى علاج ذلك المرض وتدبيره، مبتدئا بالأدوية المعروفة لدى عامة الناس، ثم الأدوية غير المعروفة. ويجدر بالذكر أن ابن الخطيب كان حين حديثه عن المرض يتطرق بالحديث عما كان يسمى بتقدمة المعرفة، وهو يعني العاقبة التي سيؤول إليها هذا المرض، وهذا ما اصطلح حديثا تسميته بإنذار المرض. ولنأخذ مثالا على ذلك ما ذكره ابن الخطيب عن مرض الصرع.
الصرع:
التعريفات: حركة تشنجية تعرض في البدن جميعه، مضرة بالأفعال الحساسة.
السبب: أغلب ما يحدث الصرع عن بلغم ثم عن السوداء ، وأما الصفراوي فقليل جدا.
العلامات: الناجم عن البلغم فيحدث بياض وكدرة حواس وكثرة الزبد عند النوبة. والناجم عن السوداء فيتصف بالفزع وخفقان الفؤاد.
التدبير: استفراغ للمادة البلغمية. ويذكر ابن الخطيب اجراءات عديدة منها طلي الرأس بالخردل بعد دلكه، ويدخل المريض الحمام، ثم يغسل الرأس بطبيخ البابونج.
الأدوية الجمهورية: وفيها يذكر ابن الخطيب العديد من الأدوية الشائعة مثل طبيخ الزوفا وشراب السكنجبين.
الأدوية المركبة غير الجمهورية: وهي الأدوية المركبة غير شائعة الاستعمال.
الأدوية المفردة: مثل الزراوند، الحلتيت.
الغذاء: ماء الحمص، العصافير، شراب الريحاني.
المتجنبات: سوء الهضم، تأخر الطعام، الخمور الصرفة، طول الحمام، التعرض للشمس، اللبن، الجبن، الروائح الطيبة القوية، أماكن الريح، الإشراف من العلو، تدثير الرأس، مقاربة النار.
الدلائل والإنذارات: من أصابه بعد سن الخمس والعشرين مات وهو به، والزبد كلما كثر كان الأمر أصعب.
النتائج: يعتبر كتاب عمل من طب لمن حب لمؤلفه لسان الدين ابن الخطيب، أحد أهم الكتب التي ألفها في مجال الطب. من خلال استعراض جزئي الكتاب وما تحويه من أبواب وفصول يمكن القول بأن المؤلف لم يأت بجديد في مجال علم الطب عما كان معروفا في ذلك الوقت. إلا أنه بنفس الوقت يمكن القول بأن ابن الخطيب من خلال العرض الذي تقدم به في هذا المؤلّف قد أتى بأسلوب جديد في التأليف، لم نعهده عند غيره ممن ألف في الطب، خصوصا عند الأندلسيين. ففي هذا الكتاب استطاع المؤلف أن يأتي على ذكر أغلب الأمراض التي كانت معروفة حتى زمانه. وبالرغم من الإيجاز الشديد الذي قدمه في مجال تعريف المرض وأسبابه، إلا أنه أفاض بالشرح حين حديثه عن معالجة كل مرض، وذلك من خلال تحدثه عن الأدوية الشائعة والأدوية غير الشائعة عن كل مرض. وبذلك يمكن أن نصنف هذا المؤلف على أنه أقرب ما يكون إلى الكتب الموجزة revision أو ما تسمى بكتب اليد handbook، والتي شاع تأليفها حديثا لتكون مرجعا سريعا وسهلا في متناول يد الطبيب، يرجع إليه باستمرار إزاء كل حالة سريرية يقوم بعلاجها.
الخاتمة: هذا البحث يبين أهمية كتاب عمل من طب لمن حب لمؤلفه لسان الدين بن الخطيب الأندلسي. وعلى الرغم من أن هذا الكتاب لم يأت بجديد في محتواه العلمي، إلا أنه جديد في أسلوبه ومنهجه، فقد أراده مؤلفه ليكون مرجعا طبيا مختصرا وسهلا خصوصا في مجال المعالجة والتدبير، وقد تحقق له ما أراد./ منقول بتصرف (www.ishim.net)
_______
المصادر والمراجع:
الإحاطة في أخبار غرناطة ص /3-34- الاستقصا 132/2- الدرر الكامنة 449/3- تاريخ ابن خلدون 341/7- دائرة المعارف الإسلامية المعربة ( ابن الخطيب ) - بدائع الزهور 143/2- تاريخ الأدب العربي لفروخ 514-503/6 - تاريخ آداب اللغة العربية لزيدان 225/2- نفح الطيب 46/7- الأعلام 112/7- أزهار الرياض 517- 503/2- الطب والأطباء في الأندلس الإسلامية 191/2- مقدمة كتاب الإحاطة لعبد الله عنان 71-2/1.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق