بسم الله الرحمن الرحيم : - رب أنعمت كثيرا فزد - قال الله تعالى : كم تركوا من جنات وعيون . وزروع ومقام كريم . ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين [ الدخان 25/28]

الأندلس هو الأسم الذي أطلقه المسلمون على شبه جزيرة أيبيريا عام 711م . بعد أن دخلها المسلمون بقيادة طارق بن زياد وضمّوها للخلافة الأموية, واستمر وجود المسلمين فيها ثمانية قرون

الأندلس Al-Ándalus التسمية التي تعطى لشبه الجزيرة الايبيريه في الفترة ما بين أعوام 711 هـ و 1492 هـ التي حكمها المسلمين تختلف الأندلس عن أندلسيا Andalucíaالتي تضم حاليا ثمانية اقاليم في جنوب إسبانيا

تأسست كإمارة في ظل الخلافة الاموية, في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك 711-750 هـ, ثم خلفها ملوك الطوائف الأولى , ثم وحدها المرابطون , ثم الموحدون قبل أن تنقسم إلى ملوك طوائف مرة أخرى, وزالت من الوجود بدخول فرناندو الثاني ملك الأسبان غرناطة آخر معقل للمسلمين سنة 1492 هـ

وهذا الموقع جهد مقل , ونزر يسير ومشاركة متواضعة لإبراز وعرض بعض نتاج المسلمين وحضارتهم العظيمة في الأندلس المفقود, والفردوس السليب, مفاخرا ومعتزا بها, ومُعَرفا وناشرا لها, ليستفيد طالب, ويتذكر ناس, وينقمع حاسد, ويتعظ غافل, وقد خلت من قبلنا وفي حاضرنا المثلات, ولله الأمر من قبل ومن بعد, جلت حكمته, وعظم شأنه وسلطانه, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, كتبه الفقير إلى رحمة الله وعفوه أبو يعلى البيضاوي المغربي, غفر الله ولوالديه آمين.

الاثنين، 23 يناير 2012

المنتقى في شرح الموطأ / * و ط

المنتقى في شرح الموطأ للشيخ الإمام العالم العلامة الهمام القاضي أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي الاندلسي (ت 494 هـ)
وهو اختصار لكتابه (الاستيفاء) , (الاستيفاء) في شرح الموطأ : كتاب حفيل كثير العلم لا يدرك ما فيه إلا من بلغ درجة أبي الوليد في العلم , وقد اختصر (المنتقى) في كتاب سماه: (الإيماء) قدر ربع المنتقى .انظر الديبباج

قال في مقدمته : الحمد لله فالق الإصباح وجعل الليل سكنا يرسل الرياح بين يدي رحمته بشرا , ملك السموات والأرض وما بينهما وهو العزيز الحكيم , وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم لا إله إلا هو لم يشرك في ملكه أحدا ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق وبينات من الرشاد ووعد الصدق . وأنزل عليه كتابه المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فبلغه للناس كافة وبينه للخاصة والعامة ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة حتى كمل دين الإسلام وتقررت شرائعه ولاحت سبل الأحكام وثبتت مناهجه وأمر بتبليغه إلى من شهده وإلى من سمعه ومن لم يسمعه لتكون معالم الدين بعده لائحة وأحكامه على ما أثبتها باقية فصلى الله عليه وعلى آله وأتباعه وسلم تسليما . ( أما بعد ) وفقنا الله وإياك لما يرضيه فإنك ذكرت أن الكتاب الذي ألفت في شرح الموطأ المترجم بكتاب الاستيفاء يتعذر على أكثر الناس جمعه ويبعد عنهم درسه لا سيما لمن لم يتقدم له في هذا العلم نظر ولا تبين له فيه بعد أثر فإن نظره فيه يبلد خاطره ويحيره ولكثرة مسائله ومعانيه يمنع تحفظه وفهمه . وإنما هو لمن رسخ في العلم وتحقق بالفهم ورغبت أن أقتصر فيه على الكلام في معاني ما يتضمنه ذلك الكتاب من الأحاديث والفقه وأصل ذلك من المسائل بما يتعلق بها في أصل كتاب الموطأ ليكون شرحا له وتنبيها على ما يستخرج من المسائل منه ويشير إلى الاستدلال على تلك المسائل والمعاني التي يجمعها وينصها ما يخف ويقرب ليكون ذلك حظ من ابتدأ بالنظر في هذه الطريقة من كتاب الاستيفاء إن أراد الاقتصار عليه وعونا له إن طمحت همته إليه فأجبتك إلى ذلك وانتقيته من الكتاب المذكور على حسب ما رغبته وشرطته وأعرضت فيه عن ذكر الأسانيد واستيعاب المسائل والدلالة وما احتج به المخالف وسلكت فيه السبيل الذي سلكت في كتاب الاستيفاء من إيراد الحديث والمسألة من الأصل ثم أتبعت ذلك ما يليق به من الفرع وأثبته شيوخنا المتقدمون رضي الله عنهم من المسائل وسد من الوجوه والدلائل وبالله التوفيق وبه أستعين وعليه أتوكل وهو حسبي ونعم الوكيل . وقد قدمت في الكتاب المذكور ما لا أخلي هذا الكتاب من حرف من ذكره وذلك أن فتوى المفتي في المسائل وكلامه عليها وشرحه لها إنما هو بحسب ما يوفقه الله تعالى إليه ويعينه عليه وقد يرى الصواب في قول من الأقوال في وقت ويراه خطأ في وقت آخر ولذلك يختلف قول العالم الواحد في المسألة الواحدة فلا يعتقد الناظر في كتابي أن ما أوردته من الشرح والتأويل والقياس والتنظير طريقه القطع عندي حتى أعيب من خالفها وأذم من رأى غيره . وإنما هو مبلغ اجتهادي وما أدى إليه نظري وأما فائدة إثباتي له فتبيين منهج النظر والاستدلال والإرشاد إلى طريق الاختبار والاعتبار فمن كان من أهل هذا الشأن فله أن ينظر في ذلك ويعمل بحسب ما يؤدي إليه اجتهاده من وفاق ما قلته أو خلافه ومن لم يكن نال هذه الدرجة فليجعل ما ضمنته كتابي هذا سلما إليها وعونا عليها والله ولي التوفيق والهادي إلى سبيل الرشاد وهو حسبنا ونعم الوكيل .

طبع أولا في دار السعادة الطبعة الأولى 1332 هـ في 7 مجلدات , ثم في دار الكتب العلمية بيروت تحقيق محمد عبد القادر أحمد عطا / 9 مجلدات / الطبعة : الأولى ، 1420 هـ
ـــــــ 
مواد للتحميل:
ملف نصي / الكتاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصيدة رثاء الأندلس لأبي االبقاء لرندي /اضغط على الصورة لتنزيل قراءة صوتية للقصيدة