قال الحميدي في (بغية الملتمس):كتاب في الصحابة سماه كتاب: (الاستيعاب في أسماء المذكورين في الروايات والسير والمصنفات من الصحابة رضي الله عنهم، والتعريف بهم، وتلخيص أحوالهم، ومنازلهم، وعيون أخبارهم), على حروف المعجم اثنا عشر جزءا. اهـ
- قال في أوله: الحمد الله رب العالمين جامع الأولين والآخرين ليوم الفصل و الدين حمدا يوجب رضاه ويقتضي المزيد من فضله ونعماه وصلى الله على محمد نبي الرحمة وهادي الأمة وخاتم النبوة وعلى آله أجمعين وسلم تسليما أما بعد فإن العلم محيط بأن السنن أحكام جارية على المرء في دينه في خاصة نفسه وفي أهله وماله ومعلوم أن من حكم بقوله وقضى بشهادته فلا بد من معرفة اسمه ونسبه وعدالته والمعرفة بحاله و نحن وإن كان الصحابة رضى الله عنهم قد كفينا البحث عن أحوالهم لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة على أنهم كلهم عدول فواجب الوقوف على أسمائهم والبحث عن سيرهم و أحوالهم ليهتدي بهديهم فهم خير من سلك سبيله واقتدى به وأقل ما في ذلك معرفة المرسل من المسند وهو علم جسيم لا يعذر أحد ينسب إلى علم الحديث بجهله ولا خلاف علمته بين العلماء أن الوقوف على معرفة أصحاب رسول الله من أوكد علم الخاصة و أرفع علم أهل الخبر وبه ساد أهل سير أعلام النبلاء وما أظن أهل الدين من الأديان إلا وعلماؤهم معنيون بمعرفة أصحاب أنبيائهم لأنهم الواسطة بين النبي وبين أمته, وقد جمع قوم من العلماء في ذلك كتابا صنفوها ونظرت إلى كثير مما صنفوه في ذلك وتأملت ما ألفوه فرأيتهم رحمة الله عليهم قد طولوا في بعض ذلك و أكثروا من تكرار الرفع في الأنساب ومخارج الوايات وهذا وغن كان له وجه فهو تطويل على من أحب علم يعتمد عليه من أسمائهم ومعرفتهم وهم مع ذلك قد أضربوا عن التنبيه على عيون أخبارهم التي يوقف بها على مراتبهم ورأيت كل واحد منهم قد وصل إليه ومن ذلك شيء ليس عند صاحبه فرأيت أن أجمع ذلك وأختصره وأقربه على من أراده وأعتمد في ذلك على النكت التي هي البغية من المعرفة بهم وأشير إلى ذلك بألطف ما يمكن وأذكر عيون فضائل ذي الفضل ومنهم وسابقته ومنزلته وأبين مراتبهم بأوجز ما تيسر وابلغه ليستغني اللبيب بذلك ويكفيه عن قراءة التصنيف الطويل فيه وجعلته على حروف المعجم ليسهل على من ابتغاه ويقرب تناوله على طالب ما أحب منه رجاء ثواب الله عز وجل وغلى الله أرغب و سلامة النية وحسن العون على ما يرضاه فإن ذلك به لا شريك له وأرجو أن يكون كتابي هذا أكبر كتبهم تسمية وأعظمها فائدة وأقلها مئونة على أني لا أدعي الإحاطة بل أعترف بالتقصير الذي هو الأغلب على الناس وبالله أستعين وهو حسبي ونعم الوكيل, وأعتمد في هذا الكتاب على الأقوال المشهورة عند أهل العلم بسير أعلام النبلاء وأهل العلم بالأثر والأنساب على التواريخ المعروفة التي عليها عول العلماء في معرفة أيام الإسلام وسير أهله فما كان في كتابي هذا عن موسى بن عقبة فمن طرفين . وقد طالعت أيضا كتاب (ابن أبي حاتم الرازي) وكتاب (الأزرق) و(الدولابي) و(البغوي) في الصحابة وفي كتابي هذا من غير هذه الكتب من منثور الروايات والفوائد و المعلقات عن الشيوخ مالا يخفى على متأمل ذي عناية والحمد الله, ولم أقتصر في هذا الكتاب على ذكر من صحت صحبته ومجالسته حتى ذكرنا من لقي النبي ولو لقية واحدة مؤمنا به أو رآه رؤية أو سمع منه لفظة فأداها عنه واتصل ذلك بنا على حسب روايتنا وكذلك ذكرنا من ولد على عهده من أبوين مسلمين فدعا له أو نظر إليه وبارك عليه ونحو هذا و من كان مؤمنا به وقد أدى الصدقة إليه ولم يرد عليه وبهذا كله يستكمل القرن الذي أشار عليه رسول الله على ما قاله (عبد الله عن أبي أوفى) صاحب رسول الله وقد ذكرنا أنساب القبائل من الرواة من قريش والأنصار وسائر العرب في كتاب (الإنباه على القبائل الرواة) وجعلناه مدخل هذا الكتاب ليغنينا عن الرفع في الأنساب ويعيننا على ما شرطناه من الاختصار والتقريب وبالله العون لا شريك له ونبدأ بذكر رسول الله ونقتصر من حبره وسيرته على النكت التي يجب الوقوف عليها ولا يليق بذي علم جهلها و تحسن المذاكرة بها لتتم الفائدة للعالم الراغب والمتعلم الطالب في التعرف بالمصحوب والمصاحب مختصرا ذلك أيضا موعبا مغنيا عما سواه كافيا ثم نتبعه ذكر الصحابة بابا بابا على حروف المعجم على ما شرطنا من التقصي والاستيعاب مع الاختصار وترك التطويل والإكثار اهـ
- قال (ابن الصلاح) في (معرفة علوم الحديث): ألف الناس فيه كتبا كثيرة ومن أجلها وأكثرها فوائد كتاب (الاستيعاب) (لابن عبد البر) لولا ما شانه به من إيراده كثيرا مما شجر بين الصحابة وحكاياته عن الإخباريين لا المحدثين . وغالب على الإخباريين الإكثار والتخليط فيما يروونه.اهـ
- وقال (العراقي) في(شرح الألفية)(ص342): وهو كثير الفوائد.اهـ، وقال (ابن حجر) في (الإصابة)(1/3): سماه (بالاستيعاب) لظنه أنه استوعب الأصحاب مع أنه فاته شيء كثير, وجميع من فيه باسمه وكنيته ثلاثة آلاف ترجمة وخمسمائة ترجمة.اهـ, وسيأتي ذكر (ذيوله) و(مختصراته) (رقم1383) وما بعده
- وقد ألف ابن عبد البر كتاب (الإنباه على قبائل الرواة) قال في مقدمته: أما بعد فإني ذكرت في كتابي هذا أمهات القبائل التي روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقربت ذلك, واختصرته وبينته, وجعلته دليلا على أصول الأنساب, ومدخلا إلى كتابي في الصحابة, ليكون عونا للناظرين فيه, ومنبها على ما يحتاج إليه من معرفة الأنساب اهـ مطبوع في دار الكتاب العربي بيروت 1405هـ بتحقيق إبراهيم الأبيار)
طبع في حيدرآباد الهند سنة 1318 هـ في مجلدين, وفي مطبعة السعادة مصر سنة هـ1323 بهامش الإصابة لابن حجر في (4) مجلدات, وصورت هذه الطبعة في دار إحياء الكتاب العربي بيروت, وطبع أيضا في مطبعة نهضة مصر 1960 في (4) مجلدات بتحقيق علي محمد البجاوي,ودار الكتب العلمية بيروت 1996 بتحقيق عادل عبد الموجود, وعلي معوض, ودار الأعلام 1423هـ في مجلد واحد, بتحقيق عادل مرشد
ـــــــــــــــــــــــ
مواد للتحميل:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق